اخبار

لا يوجد لينكس اذآ لا يوجد انترنت !


تفاجئ العالم التقني قبل أيام بمقطع فيديو نشرته مؤسسة لينكس Linux Foundation يتحدث باختصار حول العالم دون وجود لينكس، حيث صرّح الفيديو وبشكل رسمي أن العالم دون لينكس يعني العالم دون إنترنت !

لينكس ولمن لا يعرف الكثير عنه هو نظام تشغيل مُتعدد الاستخدام مثله مثل ويندوز وماك، يُمكن استخدامه على الحواسب، والخوادم، بالإضافة إلى الهواتف الذكية والحواسب اللوحية.

وبالعودة قليلًا إلى تاريخ الإنترنت نجد أنه بدأ كمشروع لوكالة الدفاع الأمريكية DARPA في عام 1969 وهو نفس العام الذي ولد فيه لينس تورفالدز Linus Torvalds الذي قام بكتابة نواة نظام لينكس، وبالتالي كيف يكون لنظام لينكس دور في الإنترنت على الرغم من أن مؤسسه لم يكن موجودًا بالأساس ؟!

إضافة إلى ذلك، تيم بيرنرز-لي Tim Berners-Lee قام بإنشاء خوادم الويب Web Servers في نفس العام الذي أعلن فيه لينس عن بدأ كتابة نواة نظام لينكس، لذا فإنه ومن الواضح جدًا أن مؤسسة لينكس وقعت في خطأ تقني كبير وتحمّست بشكل كبير لنشر هذا المقطع.

بالتأكيد لم تقع مُؤسسة بحجم لينكس بهذا الخطأ، بل وكانت تقصد كل كلمة مذكورة في المقطع. فالإنترنت بشكله الحالي هو المقصود وليس الشبكة وآلية العمل التي وضعت عام 1969، وليست خوادم الويب التي قام تيم بوضع أساسها سابقًا.

الإنترنت بشكله الحالي قائم على البحث أولًا وأخيرًا، فمحرك بحث جوجل هو المقصد الأول لكثير من المُستخدمين، ولا يجب أن نُغفل دور البحث الاجتماعي الذي ظهر مع فيس بوك الذي يتشارك مع بقية الشبكات الاجتماعية بما يزيد عن 30% من مُعدّل زيارات المواقع في يومنا الحالي.

لكن ما علاقة جوجل، وفيس بوك، وانستاغرام أو تويتر، وياهو، ولينكد إن، ويوتيوب بلينكس والإنترنت بشكل عام ؟

الإجابة على هذا السؤال بسيطة، فكما هو معلوم فإن المواقع تعمل على خوادم لمعالجة طلبات المُستخدمين وإرسال البيانات اللازمة بشكل فوري، وحسب الإحصائيات فإن 96% من الخودام تعمل بنظام لينكس، و1.9% فقط تعمل بنظام ويندوز، و1.8 بنظام FreeBSD، وبالتالي بدأت الفكرة بالوضوح أكثر.

موقع أليكسا، المُتخصص في الإحصائيات، ذكر إنه وفي قائمة أكثر 25 موقع زيارة حول العالم يوجد موقعين فقط لا يستخدمون لينكس هُما بينج وLive.com وهي مواقع لشركة مايكروسوفت وبالتالي لا توجد أي مُفاجئة أبدًا.

إذًا وباختصار، يُمكن القول أن العالم دون لينكس لن يكون بالشكل الذي نراه اليوم، فنظام أندرويد الذي يُسيطر على سوق الأجهزة الذكية يعمل بنواة لينكس، حاله كحال نظام كروم أو إس من جوجل، ناهيك عن خوادم شركات مثل ياهو، Reddit، وPinterest، وStumbleUpon أو Quora، وغيرها الكثير من كُبرى المواقع والشركات التقنية، لذا فمن غير المُنصف أبدًا تجاهل دور لينكس الكبير الذي أدى إلى هذه الطفرات في عالمنا التقني.

قوّة لينكس تكمن في مُستوى الحماية والأمان العالي، فضلًا عن تقدمه تقنيًا في الكثير من الأمور أهمها طريقة مُعالجة المهام والذاكرة التي تتم بسرعة كبيرة جدًا، وللمس الفرق بينه وبين ويندوز على سبيل المثال، يُمكن تثبيت توزيعة Ubuntu واستخدامها لفترة من الزمن لملاحظة الفرق باستخدام نفس الحاسب ونفس المواصفات التقنية.

” إن لم يكن لينكس موجودًا، فبالتأكيد هُناك أنظمة أُخرى قد تكون ظهرت ” وهو اعتقاد صحيح 100%، لكن ما يُميّز لينكس أولًا أنه مفتوح المصدر، وثانيًا أنه مجاني، فلو تخيّلنا عدم وجود لينكس، فهذا يعني أن الاعتماد سوف يكون على ويندوز للخوادم، وبالتالي يحتاج المُستخدم إلى دفع ثمن النسخة إضافة إلى ثمن الخادم ومعدّاته وتجهيزاته،  وبالتالي مُعظم المشاريع سوف تفشل قبل أن تبدأ بسبب القيود الماديّة أولًا، ومصدر النظام المُغلق ثانيًا والذي لن يسمح لأي شخص بالتعديل عليه كيفما يرغب؛ فعلى سبيل المثال تستخدم ياهو نسخة YLinux التي قامت بتطويرها خصيصًا لخوادمها بالاعتماد على نواة لينكس بالتأكيد.

لست مُضطرًا بالتأكيد بترك نظام ويندوز أو ماك والانتقال إلى لينكس، لكن من المُمتع حقًا تجربته ولو لفترة بسيطة لأنه نظام قوي بالفعل، ومُعظم توزيعاته توفر العرض المُباشر Live Preview، أي بعد تحميل النسخة ونسخها إلى قرص ليزري DVD، يُمكن الإقلاع من القرص نفسه واستخدام النظام، لكن بالتأكيد لن تكون سرعته عالية، لكنهه عالم يستحق التجربة والإبحار فيه إن كُنت من مُحبي التقنية، فليست كل الحواسب ويندوز وماك، وليست كل الأجهزة الذكية أندرويد وآي أو إس iOS.

المصدر بتصرّف : ZDNet

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى